أهمية إحسان الظن بالناس
يحتلُّ حُسن الظن بالناس أهميةً مميزةً في الإسلام، لذلك حثّ عليه الإسلام ودعا له في العديد من الآيات والأحاديث النبوية، ونذكر من أهميته ما يلي:
يؤدي حسن الظن إلى سلامة الصدر من الأحقاد والأضغان، ويدعو إلى حب الناس وتدعيم روابط المحبة والألفة بين أفراد المجتمعات المسلمة،
وقد ورد حثُّ النبي صلى الله عليه وسلم على حُسن الظن من خلال قوله:
(إيَّاكم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أَكْذبُ الحديثِ ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تَنافسوا، ولا تحاسَدوا، ولا تباغَضوا، ولا تدابَروا، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا).
قصة عن أهمية حسن الظن بالآخرين من منصة راويتي
أحسنوا الظن
سلام فتاة مجتهدة في دروسها لذلك أحضرت لها أمها قلماً جميلاً مكافأة لها على اجتهادها
فرحت سلام بالقلم كثيراً وشكرت والدتها على هديتها الجميلة وفي اليوم التالي اخذته معها الى المدرسة لتريه لصديقتها منى
عندما رأت منى القلم قالت: إنه قلم جميل يا سلام، هل أستطيع ان أجربه؟ ردت سلام: بالطبع يا منى اكتبي فيه متى اردتِ
بعد انتهاء المدرسة عادت منى الى المنزل وأخرجت كتبها ودفاترها لتكتب وظائفها
وعندما ارادت الكتابة بحثت عن قلمها الجديد لكنها لم تجده فأخذت تفتش الحقيبة جيداً لكن دون جدوى
ركضت سلام الى أمها وأخيها يوسف وسألتهما: هل رأى احدكم قلمي الجديد؟ هزّت الام ويوسف راسيهما بالنفي
تابعت سلام بحثها وأخذت تتذكر متى استخدمته آخر مرة؟ عندها تذكرت انها اخرجته من الحقيبة في المدرسة وارته لصديقتها منى.
عندها بدأت سلام تفكر في نفسها: لقد اعجبت منى بالقلم كثيراً هل من المعقول ان تكون قد احتفظت به لنفسها؟ لقد اختفى بعد ان جربته.
ثم قالت سلام بصوت مرتفع: هي اخذته هي.
استغربت ام سلام وسألتها: من هي؟ قالت سلام: انها منى صديقتي !! , لابد انها اخذت القلم.
لم أكن أتوقع منها ذلك انها سارقة، لن أكلمها ابداً.
قالت الأم: وهل رايتها تأخذه قبل ان تتهميها، لا يجوز ان نسيئ الظن بالآخرين ونتهمهم قبل ان نتأكد من ذلك
ان هذه الوصية اوصانا بها رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف:
((اياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث))
لم تقتنع سلام بكلام والدتها وتابعت البحث دون فائدة، وعندما عادت لتكتب وظائفها فتحت دفترها فوجدت القلم بين صفحاته عندها صاحت: لقد وجدته لقد وجدته
قال يوسف: رأيت يا سلام لقد ظلمت صديقتك وظنتني بها ظن السوء.
أحست سلام بالخجل وفهمت ما قالته لها والدتها وما جاء في الحديث الشريف، فذهبت الى المكتبة على الفور واشترت قلما كقلمها لتهديه لصديقتها.
وفي اليوم التالي ذهبت سلام الى المدرسة ورأت منى تبتسم لها فأحست بالخجل وأخبرتها ما حدث معها وأهدتها القلم كاعتذار عن سوء ظنها.
قبلت منى اعتذار سلام وأكملتا يومهما في المدرسة معا بمرح ونشاط.