قصة يرانا ولا نراه

(تأليف الكاتبة أمينة زيدان )

إذا سألك طفلك أين الله؟ ببساطة نجيب عليه بأن الله موجود في السماء، ونشرح له أنه عندما ندعو ربنا ونحن في الصلاة مثلاً، نرفع أيدينا إلى السماء.. فالله هو العظيم، لأنه خلق لنا الأنهار والبحار والطيور والحيوانات، وخلق لنا السماء والشمس والقمر، لهذا لا بد أن يكون في مكان مميز ومرتفع، فهو في السماء.. والله عز وجل يراقب تصرفاتنا وكل أعمالنا ويراها، ولا نستطيع أن نختبئ منه أبدًا.
لماذا لا نرى الله؟
قد يتطور تفكير وأسئلة الطفل ليسألك: لماذا لا نرى الله؟ للرد على هذا السؤال هناك عدة إجابات عملية فيها بعض من المرح والتجربة التي تسهل على طفلك فهم هذا الموضع ويمكنكم اسماعهم قصة يرانا ولا نراه

قصة يرانا ولا نراه:

    أكثرُ ما أحبُّه هو السؤالْ: لماذا وأينَ و كيفَ صارْ؟
    لأنَّ السؤالَ يكشفُ ليَ الكثيييرَ منَ الأسرارْ!!
    اسمي حلا ،ذَهبنا للحديقةِ ذاتَ نهارْ
    فسألتُ أمي: أَعطشى هيَ الأشجارُ والأزهارْ؟!
    تُرى من يُغيثُها و باقي الكائناتِ بالأمطارْ؟؟
    قالت أمي: انَّه الله تعالى يرانا ولا نراه!!

    أخرجتُ من الكيسِ كعكاً وقضمتُ قضمةَ
    فتناثرتْ بعضُ القطعِ على الارضِ، مَنِ التقطها يا ترى؟ نعم انَّها النملةُ!
    -انّ النملةَ جائعةٌ! منْ سَيطعمُها إنْ ذهبتُ؟
    – قالت أمي: إنْ ذهبتِ سيسوقُ اللهُ لها ولجميعِ الأحياءِ أرزاقَهُم
    – فالله الرّزاق لا ينسى أحداً مِنْ عِبادِه، يرانا ولا نراه!!

    مضى الوقتُ سريعاً وبدأتِ الشمسُ بالمغيبِ بعدَ شروقٍ طويلٍ!!
    ترى من يأمُرُها بالذهابِ كي ننالَ قِسطاً من الراحةِ؟؟!
    ردّتْ أمِّي : لا أحدَ سوى الله تعالى ،يرانا ولا نراه!!

    عُدتُ للمنزلِ وغَسلتُ وجهي و نَظرتُ للمرآةِ..
    لنا عينان ،أذنان ،يدان ورجلان ولنا وجهٌ حسنٌ جميلٌ!
    من أبدعَنا و حبانا بكلِ تلكَ النعمِ؟؟
    ضَمَّتْني أمي وقالت انّهُ الله تعالى ،يرانا ولا نراه!!

    عَلِقَ كُمّي بِمقبَضِ البابِ نظرتُ ثمَّ فكرتُ ثمّ حرّرتُه بسهولةٍ!
    كيفَ نفكِّرُ لمّا يَصْعُبُ علينا عملٌ ما وكيفَ يعملُ عَقلُنا؟؟
    من أكرمنا وفَضّلنا على جميعِ المخلوقاتِ بذلكَ العقلِ؟؟
    هذه المرةَ أجبتُ وحدي: انّه الله جلّ عُلاه يرانا ولا نراه!!

    سَمِعتْني أمي فقالت نعم فالله خالقُ ومبدعُ كلِّ شيءٍ سبحانهُ وتعالى
    يرانا جميعاً جميعاً بلا استثناءٍ بشراً وحيواناتٍ ونباتاتٍ بل ويرى النملةَ الصغيرةَ السوداءَ في الليلةِ الظلماء!!

    الله معنا أينما كنّا ، ويسمعنا ويرانا وهو قريبٌ الينا أكثرَ مما نتخيل!!
    لو صَعِدْنا الجبلَ ، لو غُصنا بالبحرِ ، لو طِرنا نحو الفضاءِ ،لو كنا أينما كنا

    فالله شاهِدُنا والله ناظرنا والله حافظنا
    نحبُّ الله تعالى فهو خالقُ هذا الكونِ الفسيحِ وخالقنا الذي أكرمنا بنعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى

    وانت هل يمكننكَ أن تذكرَ عَشرَ نِعَمٍ أنعمَ الله بها عليك؟؟
    ستجِدُ الكثييير والكثير

    أحبابي الصغار هل سبقَ و تساءلتُم مثل حلا عن هذا الكون البديع ؟
    طيورٌ بكل الألوان ، فراشاتٌ رقيقةٌ حلوةَ، زهورٌ عطرةٌ خلابةُ المنظرِ
    أطعمةٌ متنوعةُ المذاق لذيذةٌ ، صيفاً وشتاءً ، بحارٌ و أنهارٌ
    من صانعُ كلِّ هذا الجمالِ و غيرهِ الكثيرْ؟
    نعم انه خالقنا عزّ وجل الله سبحانه وتعالى فكيف نقابل كل هذا العطاءَ الوافرَ؟
    نعم صحيح، بشكر الله وحمده وطاعته ولا ننسى انه يرانا دوما دوما ويسمعنا ويستجيبُ لدعائنا حتى لو لم نراه…
    هل تعلمون اننا سنرى الله سبحانه و تعالى في الجنة؟
    رزقنا الله واياكم دخولها لنعمل لذلك و ندعو الله تعالى ان يكرمنا بها

    شرح المفردات:
    حبانا : أعطانا بلا جزاء
    أبدعنا: خلقنا و أوجدنا من العدم
    شاهدنا: اي الذي يشهد على كل أفعالنا و أقوالنا و الشهادة هي الاخبار بما رأى والاقرار بما علم
    ناظرنا : المطلع علينا الذي يرانا دوما
    حافظنا: الذي يحمينا و يرعانا

    (قصة يرانا ولا نراه من منصة راويتي
    تأليف الكاتبة أمينة زيدان)


    منصة راويتي

    عمل تنموي يسعى لنشر الاخلاق والقيم والعادات الجيدة للأطفال من خلال القصص المسجلة بطريقة بسيطة تساعد الطفل على تعزيز مهارات الاستماع ,تحسين مهارات التواصل ,تحسين مهارات التعاطف , زيادة المفردات وزيادة التركيز والانضباط