الارنب آلان – وكيف يصبح لديه اصدقاء
(قصة كيف يصبح لدي صديق)
الْيَوْمُ سَنَتَحَدَّثُ عَنْ أَرْنَبِ صَغِيرِ يُدْعَى( الان)، كَانَ الان يَحْمِلُ غُصَّةُ كَبِيرَةُ فِي قَلْبِهِ و هِي أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ أَيُّ صَدِيقُ.
كَانَ يَجْلِسُ على الدوام فِي زَاوِيَةِ الصَّفِّ وَيُرَاقِبُ الْبَقِيَّةُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَأَحْيَانَا كَانَ يَبْكِي بِصَمْتٍ
لِهَذَا السَّبَبِ كَانَ لابد له أَنْ يَتَعَرَّفُ إِلَى صَدِيقِ يُرَافِقُهُ عَلَى الدَّوَامِ وَلَكِنَّهُ كَانَ يُخْجِلُ وَيَبْقَى جَالِسَا فِي الزَّاوِيَةِ وَحَيْدًا.
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأيَّامِ مَلَّ الان هَذِهِ الْوَحْدَةِ الَّتِي يُعَانِي مِنْهَا دَوْمًا.
فَذَهَبٌ إِلَى مُعَلِّمَتِهِ وَقَالٍ لَهَا: مُعَلِّمَتُي الْعَزِيزَةُ أَنَا مَلَلْتُ مِنْ كَوْنِيٍّ وَحَيَّدَا عَلَى الدَّوَامِ وَأَتَمَنَّى أَنَّ أَجَدَّ صَدِيقَا يَلْعَبُ مَعْي وَيُسَلِّينِي وَنَتَنَاوَلُ الطعام مَعَا.
هَلْ بِإِمْكَانِكَ انَّ تَجِدي لِي صَدِيقَا ؟
فَقَالَتْ لَهُ الْمُعَلِّمَةُ: عَزِيزِيُّ الان أَنَا لَا أَسْتَطِيعُ أَنَّ أَجْدَ لَكَ صَدِيقَا، وَلَكِنَّ بِإِمْكَانِيٍّ أَنَّ اساعدك فِي أَنَّ تَتْمُرَنَّ عَلَى كَيْفِيَّةِ إيجاد الْأَصْدِقَاءَ.
مَا رَأْيِكَ في ذلك سُرَّ الان لكلام المعلمة
بعد ذلك أَخَذَتِ الْمُعَلِّمَةُ بَيْدَ الان وَاِتَّجَهَا إِلَى بَاحَةِ الْمَدْرَسَةِ.
كَانَ الْجَمِيعُ يُلَعِّبُونَ مَعَ بَعْضُهُمِ الْبَعْضَ.
الْبَعْضُ يُلَعِّبُونَ بِالْأَرَاجِيحِ وَالْبَعْضِ الْآخَر يَرْكُضُونَ خَلْفَ بَعْضُ
فَقَالَتْ لَهُ الْمُعَلِّمَةُ: الان الصَّغِيرَ… هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنَّ تَجْعَلُ أحَدُهُمْ صَدِيقَا لَكَ؟ هَلْ تَعَلُّمٌ مَا الَّذِي يَجِبُ عَلَيْكَ فِعْلِهِ ؟ حَرَّكَ الان أكَتَافِهٍ لِلْأعْلَى وَقَالٍ لَهَا: لَا، لَا أعْرَفُ.
فَقَالَتْ لَهُ الْمُعَلِّمَةُ: فِي الْبِدَايَةِ اِرْمِ التَّحِيَّةَ، وَلَكِنَّ يَجِبُ أَلَا يَكُونُ سَلَاَمُكَ بَارِدًا، يَجِبُ أَنْ يَكُونُ سَلَاَمَا حَارَّا بِصَوْتِ عَالٍ وَوَاثِقٍ.
بَعْدَهَا قَامَتِ الْمُعَلِّمَةُ بِإِلْقَاءِ التَّحِيَّةِ بِصَوْتِ عَالٍ، وَقَالَتْ لَهُ: أَرَأَيْتُ… فَلَيَكُنُّ سُلَّامُكَ هَكَذَا.
وَمُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتُ وَالان يَتَمَرَّنُ مَعَ الْمُعَلِّمَةِ عَلَى كَيْفِيَّةِ إيجاد الْأَصْدِقَاءَ وَلَكِن كَانَ هُنَاكَ بَعْضُ مِنَ الْخَجَلِ لَا يُزَالُ مَوْجُودَا فِي قَلْبِهِ الا انه تَعَبٌ مِنَ الْوَحْدَةِ وَيُرِيدُ أَنْ يَجِدُ صَدِيقَا بِأَيِّ شَكْلٍ، لِذَلِكَ كَانَ يُنَفِّذُ تَعْلِيمَاتُ الْمُعَلِّمَةِ بِدِقَّةٍ.
ذات مَرَّةً قَالٍ لِلْمُعَلِّمَةِ: وَالْآنَ مَاذَا عَلِيُّ أَنَّ اِفْعَلْ ؟ بَعْدَ أَنْ أَقُومُ بِإِلْقَاءِ التَّحِيَّةِ مَاذَا عَلَى أَنَّ أَفِعْلٌ؟
فَقَالَتْ لَهُ الْمُعَلِّمَةُ: بَعْدَ ذَلِكَ عَنْدَمَا تَرَى شَخْصَا تُحِبُّهُ وَتْرَاهُ قَرِيبَا مَنْ قَلْبِكَ اِذْهَبْ إِلَيْهِ وَقْلٌ لَهُ أَنَّكَ أَحْبَبْتُهُ وَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُلَعِّبُ مَعَهُ إِذَا أَمْكُنٍ، وَاِسْأَلْهُ هَلْ يَسْمُحُ لَكَ بِذَلِكَ؟ فَقَالٌ لَهَا الان: وَمَاذَا لَوْ قَالٌ لِي( لَا)… مَاذَا عَلِيُّ أَنَّ أَفِعْلٌ؟ فَأَجَابَتْهُ الْمُعَلِّمَةُ: الان صَغِيرِيٌّ لَا مُشَكَّلَةٌ فِي ذَلِكَ اِذْهَبْ وَاِبْحَثْ عَنْ صَدِيقِ آخِرِ.
لَا تُقْلِقْ أَنْتَ لَطِيفُ وَمُهَذَّبٌ وَنَظِيفُ. أَنَا مُتَأَكِّدَةُ مَنْ أَنَّكَ سَتَجِدُ الْكَثِيرُ مِنَ الْأَصْدِقَاءِ، لَا دَاعِي لِلْقَلَقِ.
تَلَاشَى الْقَلَقُ مِنْ قَلْبِ الارنب الصَّغِيرَ وَاِنْتَظَرَ الْمُعَلِّمَةُ أَنَّ تَكَمُّلَ كَلَاَمِهَا، فَقَالَتْ لَهُ الْمُعَلِّمَةُ: وَبَعْدَ مُوَافَقَةِ أحَدِهِمْ عَلَى اللُّعَبِ مَعَكَ اِحْرَصْ عَلَى فَتْحِ حَديثِ مَعَهُ، كَأَنْ تَسْأَلَهُ مَا هُوَ اللَّوْنُ الْمُفَضَّلُ لَهُ، مَا الطَّعَامِ الَّذِي يُفَضِّلُهُ، مَا هِي الْكُتُبُ الَّتِي يُحِبُّ أَنْ يَقْرَأُهَا، هَذِهِ الْأسْئِلَةِ ستجعلكمَا قَادِرِينَ عَلَى الْحَديثِ أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ، كَمَا سَتُعَرِّفُكُمَا عَلَى بَعْضِكُمَا بِشَكْلٍ أَفَضْلٌ.
كَمَا عَلَيْكَ أَنَّ تَرْعَى صَدِيقُكَ بِأَنَّكَ إِذَا رَأْيَتِهِ مَرِيضَا أَوْ تَعَبَا عَلَيْكَ أَنَّ تُسَاعِدُهُ، أَوْ رَأْيَتُهُ خَائِفًا عَلَيْكَ أَنَّ تُهْدِئُ مِنْ رَوْعِهِ، وإِذَا أَخْطَأَ مَعَكَ وَاِعْتَذَرَ عَلَيْكَ أَنَّ تَعَذُّرَهُ.
فَقَالٌ لَهَا الان: يَا إلَهِي، هَذَا صَعْبُ جِدًّا إِنَّ الْأَمْرَ مُتْعِبُ جِدًّا.
فَقَالَتْ لَهُ الْمُعَلِّمَةُ: لَا تُقْلِقْ الان فَصَدِيقُكَ أَيْضًا سَيُبَادِلُكَ نَفْسُ الْأَفْعَالِ وَعِنْدَهَا لَنْ تُشْعِرَ بِالْوَحْدَةِ.
وَعَنْدَمَا انهت الْمُعَلِّمَةَ كَلَاَمَهَا شَعُرَ الان بِاِرْتِيَاحِ وَثِقَةٍ وَرَكْضِ مُسْرِعًا إِلَى بَاحَةِ الْمَدْرَسَةِ.
وَالْآنَ اِنْتَهَتْ قِصَّتُنَا…. وَأَنْتُمْ أَصْدِقَائِيٌّ فَكَّرُوا جِيدًا هَلْ تَسْتَطِيعُونَ التَّعَرُّفَ عَلَى أَصْدِقَاءِ جُدُدِ ؟
إِنْ كُنْتُم لَا تُعَرِّفُونَ كَيْفَ تَجِدُونَ أَصْدِقَاءَ جُدُدَ تَعْلَمُوا مِنْ الارنب الان وَطَبَّقُوا مَا تَعَلُّمِهِ بِدِقَّةٍ وَسَتَحْصُلُونَ عَلَى أَصْدِقَاءِ جُدُدِ.