قصة القطة المتحيرة من قناة راويتي تروي قصة
قصة القطة المتحيرة من قناة راويتي تروي قصة مقتبسة من موقع قصص دوت كوم
من نعم الله علينا جميعًا، نعمة الرضا تلك النعمة التي يغفل عنها الكثيرون، ولهذا إن رضينا بكل ما أوتينا من قضاء الله، أرضانا الله بكريم وواسع عطائه، فيجب علينا أن نكون دائمي الحمد والشكر لما أنعم الله علينا به، من مختلف النعم التي قد نغفل عنها بعض الوقت، وفي قصة القطة لولي عبرة وعظة لنا جميعًا.
كانت القطة لولي قطة جميلة للغاية، ولكنها لم تكن تشعر بجمالها هذا ودائمة السخط، فقد كانت تنظر لنفسها بالمرآة كل يوم، طويلاً ثم تطأطئ برأسها بعد ذلك، وهي لا يعجبها شكلها أو حالها!
كانت لولي دائمة التذمر، مما دفعها لمراقبة غيرها من الحيوانات طويلاً، فلا تكد ترى حيوانًا آخر، حتى تظل تتطلع إليه وتتأمل ملامحه وتتخيل نفسها، إن مثله في يوم من الأيام.
كانت لولي قد تخيلت نفسها ، تطير مثل الطيور التي تراها محلقة في السماء كل يوم ، وفي مرة أخرى حلمت بأن تصير سمكة ، تتجول بالمياه كيفما شاءت دون خوف ، ومرة أخرى تقفز مثل الكانجارو ، وعندما رأت مجموعة من البط تسبحن بالمياه ، حلمت بأن تكون مثلهن تستطيع السباحة وتطفو هكذا ، ولكن تلك الأحلام والأقنعة المتعددة التي كانت تراودها دائمًا ، لم تنجح في جعلها بطة أو سمكة أو طائر ، حتى أنها قد شاهدت أرنبًا يقفز عاليًا ويأكل جزرتن جميلة ، بأسنانه الكبيرة فأحبت تلك القفزة الرائعة ، وارتدت قناعًا يشبه الأرانب إلا أن الأذنين ، الكبيرتين قد جعلا الأمر سيئًا للغاية ، فلم تستطيع القفز أو الجري بسببهما .
عادت القطة لولي إلى منزلها وهي تتذمر كعادتها، فهي لم تستطيع أن تصير أرنبًا أيضًا، وأثناء العودة رأت قطيعًا من الخرفان في طريقها للمنزل، ولكن أن ترتدي صوفًا مثلهم لن يجعلها قريبة الشبه بهم، أو خروفًا حقيقيًا حتى، فاتخذت قرارًا آخر كان هو الأغرب.
تجولت القطة المتذمرة لولي، بأحد البساتين الذاخرة بالفاكهة، وبعد أن التقطت البعض منها وأحبت طعمها، بدأت تفكر في أن تصير أحد أنواع الفاكهة الجميلة تلك، فقامت بوضع بعض قشور تلك الفواكه على رأسها، لتسقط بعدها مستغرقة في نوم عميق، من شدة التعب والإنهاك طوال اليوم.
ولكنها فجأة شعرت بشيء ما يحركها وهي نائمة ، ففتحت عيناها لترى مشهدًا مرعبًا ، حيث كان يقف حولها مجموعة كبيرة من الخراف ، ويحاولون جميعًا فتح أفواههم ، لأكل القطة لولي ظنًا منهم ، بأنها فاكهة وليست قطة ، نظرًا للقشور التي وضعتها ، الأخيرة على رأسها وما أن أدركت لولي ، الأمر حتى خلعت عن رأسها القشور بسرعة وفرّت من أمام الخراف مذعورة ، وهي تحدّث نفسها بأن عدم رضاها عن شكلها ، أو كونها قطة كان من الممكن أن يعرّضها لأن تؤكل في أي وقت ، وعادت إلى بيتها وهي مسرورة ، لأنها قطة واستطاعت الهروب من الخراف .