✨ الفصل الأول – (الليل الذي تغيّر فيه كل شيء)
كانت الساعة تقترب من الواحدة بعد منتصف الليل، والرياح تضرب نافذة غرفة همس بقوة، كأن العاصفة تصرخ لتوقظ شيئًا بداخلها.
جلست على طرف السرير، تمسك كوب الشاي بين يديها المرتجفتين، وعيناها معلّقتان بباب غرفتها المفتوح قليلًا.
منذ أسبوع وهي تستيقظ كل ليلة على نفس الهمس…
همس خافت… قريب… لكنه ليس صوت أحد من البيت.
“همس… افتحي الباب…”
انتفَض قلبها بمجرد أن تذكّرت الكلمات.
لم تكن تعرف من صاحب الصوت، لكنها كانت متأكدة من شيء واحد:
الصوت يعرفها… ويعرف شيئًا عنها هي نفسها لا تعرفه.
وقفت ببطء، وسارت نحو باب الغرفة.
الضوء الخافت القادم من الردهة كان يجعل كل شيء يبدو أطول… أعمق… وأكثر رعبًا.
وقبل أن تلمس مقبض الباب…
دوّى صوت ارتطام قوي في الطابق السفلي، جعل جسدها كله يقشعر.
“باب الشقة؟ ولا حد وقع حاجة؟”
تجمّدت في مكانها، لكن فضولها غلب خوفها.
نزلت السلم خطوة بخطوة… كل خطوة تُصدر صدى غريب كأنه يأتي من تحت الأرض.
وحين وصلت للطابق الأول…
رأت الباب الخارجي مفتوحًا قليلًا، يتحرك مع الرياح.
مدّت يدها لتغلقه…
لكن قبل أن تلمسه، لمحت شيئًا على الأرض.
ورقة صغيرة…
مبللة بالمطر… مكتوب عليها بخط غريب:
“رجعلك جزء من حقيقتك… والباقي جاي مع العاصفة.”
رفعت رأسها بسرعة، ولفحة ريح باردة ضربت وجهها.
وفي لحظة خاطفة…
لمحت ظل رجل واقف عند نهاية الشارع… ينظر إليها مباشرة.
وقبل أن تصرخ…
اختفى.
والورقة بين يديها بدأت الكلمة المكتوبة عليها تبهت… كأن المطر يمحوها عمدا

همس في قلب العاصفة من تاليف الكاتبة: غادة رجب


منصة راويتي

عمل تنموي يسعى لنشر الاخلاق والقيم والعادات الجيدة للأطفال من خلال القصص المسجلة بطريقة بسيطة تساعد الطفل على تعزيز مهارات الاستماع ,تحسين مهارات التواصل ,تحسين مهارات التعاطف , زيادة المفردات وزيادة التركيز والانضباط

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)