قصة عن التعاون بين الإخوة للأطفال من منصة راويتي
قصة الصخرة اقوى أم التعاون
مفهوم التعاون
التعاون فضيلة عظيمة وهي إحدى مكارم الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان، فهي من الصفات الحميدة، والتي حثت عليها جميع الأديان السماوية، أعمال البر والتعاون كثيرة لا حصر لها، فجميع الشعوب تحث وتحض على التعاون، وتدعو إليه لما يحقق من التكافل الاجتماعي وتقوية نسيج المجتمع فيجعله أوثق، وتشيع الألفة والمودة بين أفراد المجتمع التعاون ميزة من ميزات الصالحين، يجتمع العديد يد واحدة لا فرق بين فقير وغني وكبير ولا صغير.
الصخرة أقوى أم التعاون:
في بلاد بعيدة، وفوق الجبال كان هناك رجل قوي وحكيم يعمل في تحطيم الصخور وتكسيرها، يدعي حسن وهو رجل طيب للغاية، وكان لحسن ولدين واحد أسمه سعد والآخر أسمه عمر، وكان الولدين يساعدان والدهما كثيرا أثناء وقت فراغهما لأنهم يعرفون صعوبة عمل والدهم، ولأنهما يريدا التخفيف عنه قليلا.
وفي يوم من الأيام وإثناء العمل وجد الأب حسن صخرة كبيرة قاسية عصية على التحطم، فهذه الصخرة لا يمكن أن تتحطم بسهولة، فقرر أن يختبر أولاده ويعلمهم حكمة، فنادى على ولديه سعد وعمر، وقال لهما يا أبنائي حطموا لي هذه الصخرة الكبيرة يا أولادي الأعزاء.
فقال الولدين سمعا وطاعة يا أبي العزيز، فأمسك عمر المطرقة أولا، وظل عمر يطرق ويطرق على الصخرة بكل قوة يمتلكها لعلها تتحطم، لكنها لم تتحطم على يد عمر، وتعب عمر من المحاولة المضنية والجهد البالغ والكبير الذي بذله لكي يحطم الصخرة، فقد ضرب على الصخرة القاسية هذه حوالي 99 طرقة وضربة متتالية.
و أعطى عمر المطرقة لأخوة سعد، فتقدم سعد وضرب ضربة واحدة بكل قوته، وتحطمت الصخرة مرة واحدة، فرح سعد بإنجازه، بعد أن تحطمت الصخرة بضربته هو، وليس على يد أخوه عمر، وظل سعد يقول ويردد أنا أقوى منك يا عمر، لقد ضربت الصخرة ضربة واحدة فتهشمت في الحال، فكانت ضربتي كافية وأنجزت المهمة على أكمل وجه، أما أنت يا عمر فقد ضربت 99 ضربة متتالية ولم تستطع تحطيم الصخرة.
فقال عمر وهو معترض على كلام أخيه سعد، لا يا سعد ضربتك لم تكن كافية، فأنا من كسر الصخرة وحدي بضرباتي التسع وتسعون، وتجادل الولدين طويلا وكثيرا في من السبب وراء تحطم هذه الصخرة الصعبة التحطم.
قال الأب حسن لكي ينهي الخلاف بين ولديه سعد وعمر بعد أن كان يشاهد ولديه وهما يتجادلان عن محطم الصخرة في صمت وتدقيق وتحليل، قال حسن يا ولديّ الصغيرين أنتما الأثنين كسرتما الصخرة معا، فضربتك يا سعد لم تكسر الصخرة، وضرباتك تسع وتسعون يا عمر وحدها لم تكسر الصخرة، بل جهدكما معا هو الذي حطم الصخرة الصعبة التحطيم.
وأستكمل حسن كلامه وقال بالتعاون والمشاركة والاجتهاد تنتهي الصعاب والعواقب، وتتحقق الآمال والأحلام، فقد قال الشاعر قال الإمام الشافعي:
بقدر الكـد تكسـب المعالــي *** ومن طلب العلا سهر الليـالـي
ومن طلـب العلـى بغيـر كدٍ *** أضاع العمر في طلب المحالٍ
فعليكما يا ولدي العزيزين أن تساعدا بعضكما البعض، وتكونا سندا لبعضكما البعض، فإذا كنتما معا لن يستطيع أحد كسركما، وإذا وقفتنا معا تخطيتما كل الصعاب والمحن التي قد تمر بكما يوما من الأيام في هذه الدنيا، وأدعوا الله تعالى أن يحفظكما ويوفقكما ويسدد خطاكم وأن تظلا يد واحدة دائما وأبدا، وأرجو أن تكونا تعلمتما درسا ينفعكما في المستقبل.